التداول في الأسواق المالية من خلال الانترنت

على مدى العقدين الماضيين، أصبح تداول الأصول المالية هو المجال المفضل لدى الراغبين في بدء نشاط ربحي على شبكة الانترنت بحيث أنه لا توجد سوى بعض الحواجز البسيطة للدخول لهذا المجال مثل التوفر على جهاز حاسوب وربط بشبكة الانترنت بالإضافة الى معرفة بسيطة عن كيفية اشتغال الأسواق المالية والتي بالإمكان الحصول عليها عن طريق التعلم الذاتي.

تتعدد فرص الاستثمار في الأسواق المالية عبر الانترنت المتاحة أمام عموم المتداولين، بحيث أن أغلب حسابات التداول التي يوفرها وسطاء السوق تتيح إمكانية الولوج الى تشكيلة واسعة من الأصول المالية التقليدية والحديثة والتي سنستعرض بعضا منها هذه المقالة.

الاستثمار في سوق الاسهم

تشكل الأسهم الملاذ التقليدي للمستثمرين عبر الانترنت الراغبين في تحقيق مكاسب رأس المال على المدى المتوسط والبعيد، بحيث تقوم الشركات العالمية بطرح أسهمها في سوق الأسهم بهدف الزيادة في رأسمالها مما يتيح لها جمع الموارد المالية اللازمة لتمويل استثماراتها او تنفيذ إستحواذات جديدة. تتميز سوق الأسهم بكونها تقدم خيارات عديدة للمتداولين أيضا بنشاطها الدائم، نظرا لكون أسعار الأسهم تشهد تقلبات قياسية خلال فترة نشر تقارير الأرباح أو الإعلان عن إطلاق مشاريع جديدة، مما يجعلها تجذب أيضا الباحثين عن تحقيق أرباح على المدى القصير عن طريق المضاربة.

بفضل عقود الفروقات «Contracts for Difference – CFD» أصبح بمقدور المتداولين المبتدئين امتلاك أجزاء من الأسهم بحيث أنه بإمكانه استثمار 200$ في سهم تبلغ قيمته السوقية 400$. لكن تنبغي الإشارة إلى أن هذه الاستثمار لا يعني أن المتداول أصبح يمتلك في هذه الحالة نصف السهم، نظرا لكون أن عقود الفروقات لا تخول لأصحابها حق ملكية الأسهم، بل يمتلكون فقط الحق في الاستفادة من ناتج الفرق الذي ينتج من عملية البيع والشراء والذي يتم تحويله الى حساب التداول بمجرد انتهاء الصفقة.

الاستثمار في الفوركس

يعتبر سوق تداول العملات أكبر سوق تجاري في العالم، بحيث أن قيمة معاملاته اليومية تزيد عن 6ر6 ترليون دولار أمريكي. تمثل هذه السوق الفرصة الذهبية للراغبين في جني أرباح بفضل التقلبات الحادة التي تشهدها هذه السوق بشكل يومي شريطة الانضباط واتباع استراتيجية صارمة وعدم المجازفة بشكل جارف.

يتم التداول في سوق العملات عن طريق بيعها وشرائها بعضها مقابل البعض، فإذا كان يتوقع المتداول أن سعر زوج العملات سيشهد ارتفاعا في المستقبل، سيقوم بتنفيذ امر شراء العملة الأساسية المكونة لهذا الزوج والاحتفاظ بها إلى غاية وصول سعر العملة إلى مستوى أكثر ارتفاعا مقارنة مع ثمن الشراء. أما إذا كان المتداول يتوقع انخفاضا لسعر الزوج، فسيقوم ببيع العملة الأساسية ثم شرائها في وقت لاحق حينما يبلغ سعر العملة مستوى أكثر انخفاضا مقارنة مع ثمن البيع.

الاستثمار في العملات الرقمية

مع ظهور عملة البيتكوين الرقمية، شهدت سوق تداول العملات الرقمية تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة حيث بلغت القيمة الاجمالية لهذه السوق في سنة 2018 حوالي 660 مليار دولار أمريكي. فكما هو الأمر بالنسبة لأسواق الأسهم وسوق العملات التقليدية، تعرف سوق العملات الرقمية تقلبات حادة قد تصل لأكثر من 10% في اليوم الواحد مما يجعلها سوقا جذابة جدا للمضاربة. لكن هذه التقلبات الحادة لا تمنع المتداولين من الاستثمار على المدى الطويل نظرا للمستقبل الواعد الذي ينتظر هذه السوق.

على غرار الاستثمار في سوق الأسهم، بإمكان المتداولين امتلاك أجزاء من العملات الرقمية بفضل عقود الفروقات التي يقدمها أغلب وسطاء السوق. لكن تنبغي الإشارة مجددا إلى أن هذه العقود لا تخول لأصحابها الحق في امتلاك العملات الرقمية بل الاستفادة فقط من الفرق الذي يحدث بين سعر الشراء والبيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى