دعاء وداع شهر رمضان مكتوب كامل

منذ 1 شهر
دعاء وداع شهر رمضان مكتوب كامل

دعاء وداع شهر رمضان مكتوب كامل من الأذكار التي تنتشر بين العامة في نهاية شهر رمضان في كل عام؛ فبالتالي في كل عام يخرج إلينا الفقهاء ليتحدثا عن هذا الأمر فكأنها الفتاوى الدورية، بسبب كثرة اللغط حول هذا الدعاء واختلاط الصحيح بالموضوع.

لذا في هذا الموضوع على موقع ايوا مصر سنقدم المشهور عن دعاء وداع شهر رمضان مكتوب كامل وأقوال الفقهاء عنه.

دعاء وداع شهر رمضان مكتوب كامل

المشهور عن دعاء وداع شهر رمضان  هو الحديث المروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه وعن أبيه، إنه يحكي أن دحل على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.

فلما رآه النبي –صلى الله عليه وسلم- قال له أن هذه أخر جمعة في شهر رمضان ويجب عليه أن يودعه وقال له الدعاء المشهور بين الناس في وقتنا هذا هو:

“اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه، فإن جعلتَه فاجعلني مرحومًا، ولا تجعلني محرومًا؛ فإنه مَن قال ذلك ظفِر بإحدى الحُسنيين، إمَّا ببلوغ شهر رمضان، وإمَّا بغفران الله ورحمته”

لكن هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وغير موجود فيكتب السنة الصحيحة ولا حتى في الكتب التي توضح السنة الموضوعة، لكنه منتشر بين الشيعة ولا ينبغي الأخذ به عند أهل السنة والجماعة.

فكما قال الإمام الشاطبي رحمه الله أن تخصيص عمل بذاته لتاريخ أو عبادة أو موسم دون دليل من القرآن أو السنة فهو بدعة، ولا يجب اتباعها.

هناك دعاء آخر منتشر أيضًا بين العامة عن شهر ويشد العلماء على عدم جواز الدعاء به في نهاية شهر رمضان وهو منسوب إلى (علي بن الحسين زين العابدين) وهو في العقيدة الشيعية متأصل لكنه بالطبع لا يجوز الدعاء به لما يحويه من خفايا عقائدية وأقوال لا تصح، يبدأ هذا الدعاء بـ “اللَّهُمَّ يَا مَنْ لَا يَرْغَبُ فِي الْجَزَاءِ، وَ يَا مَنْ لَا يَنْدَمُ عَلَى الْعَطَاءِ، وَ يَا مَنْ لَا يُكَافِئُ عَبْدَهُ عَلَى السَّوَاءِ، مِنَّتُكَ ابْتِدَاءٌ، وَعَفْوُكَ تَفَضُّلٌ، وَعُقُوبَتُكَ عَدْلٌ …”

ماذا نقول في نهاية رمضان

بعد أن قدمنا دعاء وداع شهر رمضان مكتوب كامل  ورأينا قول الفقهاء فيه يجدر بنا الإشارة إلى أن الدعاء هو من أحب العبادات إلى الله تعالى و قد أمرنا به الله تعالى في مواطن عديدة في القرآن الكريم.

نحو قوله تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” (غافر 60) فالله تعالى يحثنا على الدعاء ووعدنا بالاستجابة، بل من يتكبر عن عبادة الله والدعاء له له بئس المصير، ويقول علماء العقيدة أنا الدعاء يمثل تمام العبودية والالتجاء لله والضعف أمامه.

على هذا فإنه يجب على المؤمن أن يدعو الله تعالى في كل وقت وحين دون التقيد بوقت معين أو دعاء مخصوص، بالطبع هناك مواطن لاستجابة الدعاء مثل في السجود أو بين الأذان والإقامة، وهناك أدية ماثورة عن النبي أو في القرآن يستحب الدعاء بها؛ لكن هذا لا يمنع العباد من الدعاء بأي شيء يردونه.

فعن أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ للعبدِ ما لم يَدْعُ بإثمٍ أو قَطِيعةِ رَحِمٍ، ما لم يَسْتَعْجِلْ، يقولُ: قد دَعَوْتُ وقد دَعَوْتُ فلم يُسْتَجَبْ لي، فيَسْتَحْسِرُ عند ذلك، ويَدَعُ الدعاءَ” (صحيح الجامع 7705)

فهذا الحديث يؤكد أن الله يستجيب لعبده الذي يدعوه إلا إذا كان يدعو بشيء محرم أو يطلب من الله تعالى أن يباعد بينه وبين أقاربه وأهله.

أما عن ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء في آخر شهر رمضان لا نجد –فيما وصل إلينا من علم- إلا دعاء يقال في العشر الأواخر من شهر رمضان رجاء أن يوافق ليلة القدر، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “سألَتْهُ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عائشةُ رضي الله عنها إنْ وافقتُها فبِمَ أدعو؟ قال قولي اللهمَّ إنك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني” (أعلام الموقعين 249/4)

فيستحب الدعاء بهذا  في أواخر شهر رمضان، وأن يجتهد المسلم في العبادة بُغية تحصيل أبر قدر من العبادات في تلك المواسم الربانية.

بذلك نكون قد قدمنا دعاء وداع شهر رمضان مكتوب كامل وذكرنا أقوال الفقهاء فيه، كما تناولنا دعاء آخر لا يصح اتباعه، وتناولنا منزلة الدعاءء في الإسلام والمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان، ندعو الله أن يكون قد وفقنا لما يحبه ويرضاه.


شارك