فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه

منذ 1 شهر
فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه

فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه متعددة، فهو الصحابي الجليل الذي عُرف بالحياء الشديد، وهو أمير المؤمنين، وذو النورين، كما أنه من العشرة المبشرين بالجنة، كما أنه حضر الكثير من الأحداث في بداية عهد الإسلام، انطلاقًا من ذلك نعرض لكم فضائل عثمان بن عفان من خلال موقع ايوا مصر.

فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن عبد شمس، عُرف بذي النورين وأمير المؤمنين، وثالث الخلفاء الراشدين.

كان عثمان بن عفان من الأولين من الصحابة في اعتناق الإسلام، وذلك قبل أن يجتمع المسلمون بدار الأرقم، تمت دعوته إلى الإسلام من خلال أبو بكر الصديق-رضي الله عنه-، ثم قام أبي بكر بأخذه إلى الرسول-صلى الله عليه وسلم-، وأسلم بعد لقاء النبي الكريم، وتم إسلامه وكان قد تجاوز عمر الثلاثين.

لقب ذو النورين يعد من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وترجع تلك التسمية إلى زواجه من اثنتين من بنات الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وهما السيدة رقية، والسيدة أم كلثوم، وذلك بعد أن تم تركهما من قبل عتبة وعتيبة أبناء أبي لهب بعد نزول سورة المسد فيه.

فتزوج عثمان بن عفان-رضي الله عنه- من السيدة رقية في مكة المكرمة، وهاجر معها إلى الحبشة، وولدت له ولد سمي بعبد الله، وبعد وفاتها بسبب المرض تزوج من أختها السيدة أم كلثوم، لذلك فإن تسمية ذو النورين جاءت من زواجه من ابنتي النبي-صلى الله عليه وسلم، لأن ذلك الزواج مكرمة له.

عُرف عثمان بن عفان رضي الله عنه بمكارم وفضائل الأخلاق، فاستحت منه الملائكة بسبب حيائه الشديد، ويظهر ذلك في قول السيدة عائشة رضي الله عنها: ” كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا في بَيْتِي، كَاشِفًا عن فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فأذِنَ له، وَهو علَى تِلكَ الحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فأذِنَ له، وَهو كَذلكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَسَوَّى ثِيَابَهُ، قالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذلكَ في يَومٍ وَاحِدٍ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ فَقالَ: أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ“.

كان عثمان بن عفان-رضي الله عنه- من العشرة المبشرين بالجنة، ومن الستة الذين قد توفي الرسول-صلى الله عليه وسلم- وهو راضٍ عنهم، وفي حياة النبي الكريم كان قد جمع القرآن وحفظه، وقرأه كاملًا بالصلاة في ركعة واحدة، وكان من أكثر الصحابة علمًا بالمناسك.

هاجر عثمان بن عفان-رضي الله عنه- الجرتين، حيث الحبشة والمدينة المنورة، وكان ذلك بعد أن ضاق الحال على الرسول-صلى الله عليه وسلم- فأذن للصحابة بالمهاجرة إلى الحبشة، وكان عثمان بن عفان-رضي الله عنه- من أول الناس الذين قاموا بتلك الهجرة مع زوجته في ذلك الوقت السيدة رقية.

كان عثمان بن عفان من ضمن خمسة عشر صحابي فارين بدينهم من غضب قريش، ومن ذلك يُعد عثمان بن عفان أول مسلم يقوم بالهجرة مع أسرته بعد نبي الله لوط عليه السلام.

بعد عام من هجرة الحبشة، وصل إليه خبر إسلام عمر بن الخطاب، وإسلام جميع أهل مكة، ومن ذلك قرر كافة مهاجرين الحبشة الرجوع إلى مكة المكرمة مرة أخرى، ولكن قبل الوصول على مكة تم العلم بان خبر إسلام جميع أهل مكة باطلًا.

فمتم عودة بعض الأفراد مرة أخرى إلى الحبشة، ودخل البعض الآخر إلى مكة المكرمة متخفيين، ولم يعد عثمان بن عفان وزوجته السيدة رقية إلى الحبشة ولكن ساروا إلى مكة، وظل ملازمًا للنبي –صلى الله عليه وسلم- إلى أن هاجر للمدينة المنورة التي تُعد هجرته الثانية.

ولادة عثمان بن عفان رضي الله عنه

بينما نحن نسرد فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه، فإن ولادته كانت بعد ست سنوات من عام الفيل، وكان ذلك في مكة المكرمة بمنزل جده أبي العاص، كانت نشأة عثمان بن عفان-رضي الله عنه- في مدينة الطائف.

كانت تعرف تلك المدينة بأنها منتجع أثرياء مكة المكرمة بسبب المياه الكثيرة التي توجد بها، والفاكهة المتنوعة، وكان شباب عثمان وصباه ميسرًا، لأن والده كان ثريًا لديه المال الكثير والتجارة الواسعة.

بجاب الثراء والتجارة الواسعة، فإن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان ينتمي إلى أسرة ذات الحسب والجاه، فكانت أسرته لديها الحظ في تقلد مناصب السلطان والزعامة على العرب.

والد عثمان بن عفان رضي الله عنه توفي خلال إحدى رحلات التجارة إلى بلاد الشام، ومن ذلك ورث الكثير من المال، وسار على نهج أبيه حيث العمل في التجارة، ومنها كثر المال واتسع الرزق، وظل عثمان بن عفان-رضي الله عنه- عاملًا بالتجارة إلى توليه الخلافة بعد عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-

إضافةً إلى الجاه والثراء الذين كان يمتلكهم عثمان بن عفان-رضي الله عنه- إلا أنه كان محبًا للعلم، عالمًا بالمعارف الخاصة بالعرب وقت الجاهلية، حيث الأنساب والحروب والأمثال، وكان معروفًا بالترفع عن العادات الرديئة بالجاهلية.

لم يقم عثمان بن عفان-رضي الله عنه- في الجاهلية بالسجود لأي صنم، وكان معروفًا بالحياء والطهارة والعفة في القلب واليد، ولم يقم بارتكاب أي فواحش، فهو من أفال قبيلة قريش في الجاه والمكانة والعزة والشرف والأصل والفضل.

مناقب عثمان رضي الله عنه

بينما نحن نعرض فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه نسرد المناقب الخاصة به، فهو كان من أشد الناس حياءً وعلمًا، وعزًا، ونعرضها في الفقرات التالية:

1- كتابة الوحي

قام عثمان بن عفان بكتابته للوحي وهو بين أيادي النبي –صلى الله عليه وسلم-، وحفظ القرآن الكريم، وكان من بين الذين عملوا على جمعه من أجل الحفاظ على عهد النبي-صلى الله عليه وسلم-

2- رواية الحديث

بينما نتناول فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه، فإنه كان يقوم برواية الأحاديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، وعن عمر بن الخطاب وأبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-.

كما قام الأئمة برواية الأحاديث لعثمان بن عفان التي كانت الرسول –صلى الله عليه وسلم- في عدد مائة وستة وأربعين.

3- الفقه والعلم

عُرف عثمان بن عفان-رضي الله عنه- بأنه الأعلم بكتاب الله وأكثر القارئين له، ومن أكثر الناس معرفةً بسنة الرسول الكريم-صلى الله عليه وسلم-، ومن أفضل الناس في الاجتهاد بالأحكام.

حيث كان يقوم بالفتوى إلى الناس في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم-، وكان أيضًا يفتي في زمن أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب-رضي الله عنهما-، وفي فترة خلافته كان يجتهد في الكثير من المسائل.

4- كثرة الإنفاق

كان ينفق عثمان بن عفان-رضي الله عنه- كثيرًا في سبيل الله، وكان معروفًا بالسخاء والكرم، إلا أنه قام بشراء بئر رومة إلى المسلمين؛ لأنه كان المصدر للمياه العذبة، بعد أن كانت مملوكة لرجل يهودي يبيع المياه إلى المسلمين، وتم شراؤها من قبل عثمان بن عفان في عشرين ألف درهمًا، وجعلها إلى كافة الناس.

كما قام بتجهيز جيش العسرة، عندما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الناس بالصدقة تجهيزًا للجيش، وقام عثمان بن عفان بتجهيز ثلث مقدار الجيش، حيث 950 بعيرًا وخمسون فرسًا.

5- كثرة العبادات

كان يجمع عثمان بن عفان –رضي الله عنه- بين العمل والعلم والصيام والإنفاق والتهجد والجهاد والإنفاق، وكل ذلك كان يقوم به فقط في سبيل الله، كما كان يصل رحمه، ويصلي قيام الليل في ركعة واحدة يقوم بها بختم القرآن كاملًا، كما أنه صام الدهر، وأدى فريضة الحج اثنتي عشرة مرة.

6- الحياء الشديد

كان الحياء متأصلًا في نفس عثمان بن عفان-رضي الله عنه-، حيث قال النبي- صلى الله عليه وسلم عنه-: ” إنَّ أشدَّ هذه الأمةِ بعد نبيِّها حياءً عثمانُ” رواه أبو أمامة الباهلي.

7- الزهد والتواضع

قام عثمان بن عفان-رضي الله عنه بالنوم بالمسجد، وكان في ذلك الوقت خليفة المسلمين، حيث كان ينام ورداؤه تحت رأسه، وكانت الحصبة تترك أثرًا على جانبه.

كما كان يقوم بجر البغلة الخاصة به، راكبًا عليها نائل ابنه، ويأكل الزيت والخل، وباقي الناس يُطعمهم من طعام الإمارة.

8- الرأفة والرحمة

من خلال سرد فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه، فإنه عُرف بصلة الرحم مع أهله وأقاربه وجميع المسلمين، وأيضًا مع الأعداء الذين قد خرجوا عليه.

 غزوات عثمان بن عفان

من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه هي أنه شهد كافة الغزوات التي حضرها الرسول-صلى الله عليه وسلم- عدا غزوة بدر؛ ويرجع ذلك إلى أمر الرسول الكريم له بالبقاء مع زوجته السيدة رقية ابنة النبي بسبب مرضها، وهكذا بقى معها عثمان،
ولكن شارك في الكثير من الغزوات وهي:

  • غزوة غطفان، وكان ذي أمر فيها.
  • غزوة أحد.
  • غزوة تبوك التي قام فيها بتجهيز جيش العسرة.
  • غزوة ذات الرقاع.

أعمال عثمان بن عفان في عهد أبي بكر

في إطار الحديث عن فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه فكان يُعرف بأنه من الصحابة الذين قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه باستشارتهم في المشكلات، وعرف هؤلاء الصحابة بأهل الحل والعقدة، كما كان من صفاتهم العدالة والحكمة والعلم والنصح إلى المسلمين، وكان يثق المسلمون في رأيهم بشكل كبير ويتبعونه.

كان من هؤلاء الصحابة غير عثمان بن عفان: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، ومعاذ بن جبل، وعبد الرحمن بن عوف، وزيد بن ثابت، وأُبي بن كعب.

في وقت احتضار أبي بكر الصديق أحضر عثمان بن عفان ليقول له وصيته، وقبل ذكر اسم الخليفة الذي يليه قد أغشي عليه، وقام عثمان بن عفان بكتابة عمر بن الخطاب، فلما أفاق أبو بكر الصديق رضي الله عنه وسأل عمن كتبه، قال عثمان بأنه كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له أبي بكر الصديق بأنه لو كان قد كتب نفسه فكان أهلًا بها.

في عقد أبي بكر كان قد امتنع المطر عن الهطول، وبعد شكوة الناس عن ذلك، وإخبار أبي بكر الصديق لهم بأن ليس لهم سوى انتظار فرج الله، كانت قوافل عثمان بن عفان وصلت من بلاد الشام، وتحتوي على مائة راحلة طعام، توجه الناس إليه وطلبوا منه، ورفض أن يدفعوا أي أموال مقابل ذلك، حيث أخبرهم بانه زاد من الله تعالى وجعله صدقة إلى الجميع.

 أعمال عثمان بن عفان في عهد عمر بن الخطاب

من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه، بأنه أشار على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن يُعد ويُحصي الناس، من أجل معرفة الذين يأخذون من بيت المال، وهكذا جعله عمر بن الخطاب من أهل الشورى، والذين هم عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وعلي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف.

تم اختيار هؤلاء الصحابة من قبل عمر بن الخطاب أيضًا ليكون احدًا منهم خليفة المسلمين من بعده، فعندما علم عبد الرحمن بن عوف بذلك لاستشار الناس وقال لهم بأنه لم أحدًا يعدل بعثمان بن عفان، ومن ذلك أصبح عثمان بن عفان هو الخليفة من خلال الاتفاق.

في عام 23هـ أذن عمر بن الخطاب لزوجات الرسول-صلى الله عليه وسلم- بأن يخرجوا إلى الحج، وقام معهم بإرسال عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان، حيث كان يسير عثمان بن عفان أمامهن، وعبد الرحمن بن عوف من خلفهن، وينزلان إلى الشعاب من قبلهن، ولا يقوموا بجعل أي أحد يمر عليهن.

إنجازات عثمان بن عفان في فترة الخلافة

بينما نسرد فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه، نذكر الإنجازات التي قام بها خلال فترة خلافته، ونعرضها في الفقرات التالية:

1- إنشاء الأسطول الإسلامي

كانت فكرة الأسطول هي من قبل معاوية بن أبي سفيان، ولكن تم قبولها بالرفض من قبل عثمان بن عفان بسبب رفض عمر بن الخطاب لها قبل ذلك في فترة خلافته، وكان رفض عثمان راجعًا إلى رفض عمر بن الخطاب، لأنه سبب رفضه كان أمن المسلمين.

لكن بعد الحاح كبير من معاوية إلى عثمان وافق، ولكن على شرط عدم إجبار المسلمين بالمغامرة في الحرب بالبحر، وأن يكون معاوية بن أبي سفيان هو قائد الجيش ومعه زوجته، لكي يتشجع، ويبذل جهده الكبير في القتال، حيث الحصول على كافة الاحتياطات في ذلك الأمر، ومن ذلك وافق معاوية على شرط عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبدأ في تأسيس الأسطول الإسلامي.

تم بناء الأسطول خلال أربع سنوات في مصر، وأول غزوة به كانت من قِبل معاوية إلى جزيرة قبرص التي كانت تهديدًا كبيرًا ومستمرًا على المسلمين من خلال الشواطئ، بعد الغزو طالب أهل قبرص بالمصالحة، فقام معاوية بن أبي سفيان بفرض الجزية عليهم، وأن يخبروا المسلمين بالاعتداءات التي تأتي من نحوهم من قبل الروم، والوقوف محايدين بين المسلمين والروم في حالة وقوع الحرب بينهم، والسماح لجيوش المسلمين بأن يمروا من على جزيرة قبرص في حالة الاحتياج لذلك.

لكن قام أهل قبرص بنقد ذلك العهد، وهكذا غزاها معاوية مرة أخرى، وقام بضمها إلى الدول الخاضعة للخلافة الإسلامية، كما قام معاوية من خلال ذلك الأسطول بمعركة ذات الصواري التي انتصر فيها المسلمين على البيزنطيين.

2- جمع القرآن الكريم

بينما نعرض فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه، فعند زيادة الفتوحات الإسلامية في أعقاب تولي عثمان بن عفان-رضي الله عنه الخلافة- بدأ أهل البلاد المفتوحة في أخذ القرآن الكريم من خلال القراءة الشهيرة للصحابة في بلادهم، مما أدى إلى وقوع الناس في خلاف بسبب القراءة؛ لأنه لا يوجد أحد يكون حكمًا لهم في ذلك الخلاف، وانتشرت الفتنة التي كانت سوف توقع بين الأفراد.

تم ذلك في العام الثلاثين من الهجرة، ومن ذلك جمع عثمان بن عفان المصحف في دفتين بالاعتماد على المصحف الذي كان يجمعه أبو بكر الصديق-رضي الله عنه-، وقام بتوكيل زيد بن حارثة في ذلك الشأن.

من ذلك أمر عثمان بن عفان زيد بن حارثة أيضًا بأن ينسخ المصحف الشريف الخاص بأبي بكر الصديق، ويضبطه على أساس لهجة قريش، بعد ذلك توزيع تلك النسخ على الأمصار، والأمر بنسخ تلك النسخة فقط، وأن يتم إتلاف ما كان معهم.

عُرفت طريقة كتابة ما في المصاحف بالرسم العثماني، نسبة إلى عثمان بن عفان-رضي الله عنه-.

3- الزيادة في المسجد النبوي

من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه، قيامه بتوسعة المسجد النبوي لأول مرة في عهد الرسول –صلى الله عليه وسلم- عندما دعا الصحابة إلى التصدق من أجل توسعة المسجد، وقام بتولي كافة تكاليف التوسعة.

كما أنه في عهد عثمان بن عفان، ذهب المسلمون إليه ليشكو إليه ضيق مساحة المسجد عليهم، خاصة في صلاة الجمعة، وهكذا قام عثمان بن عفان رضي الله عنه بجمع أهل الشورى لاستشارتهم في شأن توسعة المسجد النبوي، وتمت الموافقة من قبلهم.

أخبر عثمان بن عفان رغبته في التوسعة، حيث هدم المسجد وبناءه مرة أخرى وتوسعته، بسبب سماعه لقول الرسول الكريم” مَن بَنى مسْجِدًا بَنى اللهُ له بيتًا في الجنةِ” روته عائشة أم المؤمنين-رضي الله عنها-، وفرح المسلمون لذلك الأمر

تمت التوسعة من كافة النواحي حيث بناء الجدران بواسطة الحجارة المنقوشة، وطلائها بالجبس، وصناعة الأسقف بالساج، ووضع النوافذ في أعلى الجدران.

4- الزيادة في المسجد الحرام

في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، ضم المسجد الحرام الكعبة والفناء الذي يطوف فيه الناس، ولم يكن هناك أي فاصًل بين المسجد ومنازل الناس التي تحيط بالحرم.

في وقت خلافة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- اشترى مجموعة من المنازل وقام بهدمها وضمها إلى ساحة المسجد الحرام، ومن حولها تم بناء سور قصير، وفي عهد خلافة عثمان بن عفان، قام بما فعله عمر بن الخطاب، حيث بناية المسجد والأروقة، وكان أول من بنى الأروقة في المسجد الحرام.

تمت إصلاحات عثمان بن عفان في العام السادس والعشرين هجريًا، والتوسعة اتخذت مقدار 869 مترًا.

5- تحول الساحل على جدة

تم تحول الساحل إلى جدة بدلًا من الشعيبة على أساس طلب الناس ذلك من عثمان بن عفان؛ لأن مدينة جدة أكبر من الشعيبة وأقرب إلى مكة المكرمة، وعند ذهابه إلى ذلك المكان والتحقق منه وجد أنه مناسب لذلك التحويل، وتم اتخاذ جدة كساحل بدلًا من الشعيبة.

قام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالدخول إلى البحر وأمر من معه بالدخول، وألا يقوم أحدًا بالدخول إلا بالمئزر، وقام عثمان بن عفان بالاغتسال، فاتبعه من معه، وتم ذلك التحويل في العام السادس والعشرين هجريًا.

وفاة عثمان بن عفان

بعد سردنا فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه، فإن وفاته كانت في العام الخامس والثلاثين هجريًا، وتم قتله بالطعن في عصر الجمعة بعد حصاره لفترة أربعين يومًا من قبل كنانة بن بشر التجيبي وعددًا من الناس.

تم دفن عثمان بن عفان في حش كوكب، وهي من المناطق القريبة من منطقة البقيع، كان قد اشتراها في السابق، ولكن في وقت لاحق تم دفنه في البقيع.

إن فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه متعددة، وأنفق الكثير في سبيل الله لرفعة الإسلام والمسلمين، كما عُرف بالتواضع والزهد والجاه، وعلمه الشديد الذي جعله من مستشاري أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.


شارك